تعريف بمدينة أراك

تُعدّ مدينة أراك من أهم وأستراتيجية المدن الإيرانية، وتقع في قلب البلاد بمحافظة المركزية. لطالما لعبت هذه المدينة دوراً بارزاً في الصناعة والثقافة والسياسة والاقتصاد، وتُعرف حالياً بلقب “عاصمة الصناعة الإيرانية”. وسنقوم فيما يلي باستعراض هذه المدينة من جوانب مختلفة:

 
الموقع الجغرافي والمناخ

تقع أراك في الجنوب الغربي من محافظة طهران وعلى بعد ٢٨٨ كيلومتراً منها، وتعد مركز محافظة المركزية. يحدّها من الشمال مدينة ساوه، ومن الشمال الغربي همدان، ومن الغرب مدن ملاير، خمین وأليكودرز، ومن الشرق محلات، ومن الشمال الشرقي مدينتا تفرش وآشتيان. تبلغ مساحتها ٧١٧٨٫٩٨ كيلومتر مربع، أي ما يعادل ٢٤٫٤٪ من مساحة المحافظة.

تقع مدينة أراك على دائرة عرض ٣٤ درجة و٥ دقائق و٣٠ ثانية شمال خط الاستواء، وعلى خط طول ٤٩ درجة و٤١ دقيقة و٣٠ ثانية شرق غرينيتش. وتشكّل هضبة أراك مساحة ٥٤٠٠ كيلومتر مربع، منها ٢٤٠٠ كيلومتر سهل مرتفع والبقية مناطق جبلية. تتكوّن الجبال المحيطة من سلسلتين؛ تمتدّ السلسلة الرئيسية من الشمال الغربي إلى الجنوب ثم تتجه شمال شرق، بينما تمتد السلسلة الثانية بشكل متوازٍ من الجنوب نحو الشمال.

مناخ أراك يعكس خصائص الهضبة المركزية لإيران، حيث الشتاء بارد ورطب، والصيف حار وجاف. تؤثر الجبال المحيطة وبحيرة ميقان وسهل فراهان بشكل ملحوظ في مناخ المنطقة. تسقط الأمطار غالباً في الخريف والشتاء نتيجة للتيارات الغربية. كما تسيطر جبهة هوائية باردة على المدينة شتاءً، وتبقى لفترات طويلة بسبب ارتفاعات المنطقة وضغط بحيرة ميقان.

يتراوح عدد أيام الصقيع سنوياً بين ٦٥ و١٢٠ يوماً، وتتفاوت نسبة الأمطار من سنة لأخرى بين ٢٣٠ و٦٣٨ ملم، بمتوسط يقارب ٣٠٠ ملم.

منظر من أراك

 
التاريخ

تُعدّ أراك مدينة حديثة نسبياً مقارنة بباقي مدن إيران. تأسست في عهد القاجاريين قبل أكثر من قرنين، وكان يُطلق عليها اسم “سلطان‌آباد”، ثم غُيّر إلى “أراك” عام ١٣١٦ هـ.ش (١٩٣٧ م). أنشأها يوسف خان الجورجي الملقب بـ”سبهدار” وموّل بناءها بمبلغ ٢٠٠ ألف تومان.

ذُكرت تفسيرات متعددة لاسم أراك، منها: العاصمة، البستان، النخيل، والمدينة. ويرى البعض أن الاسم مأخوذ من “إيراك” المعرّب عن “عراق”، حيث كان يُطلق على وسط إيران القديم اسم “إيرانك”.

 
الاقتصاد والصناعة

بفضل وجود العديد من المصانع والصناعات المختلفة وموقعها المركزي في المحافظة، أصبحت أراك مركزاً لجذب النشاطات الصناعية والخدمية. من أهم الحرف اليدوية فيها صناعة السجاد، وخاصة سجاد ساروق الشهير عالمياً.

أراك واحدة من أهم المدن الصناعية في إيران؛ الأولى من حيث تنوع المنتجات الصناعية، والثانية من حيث الصناعات الثقيلة، وتُعدّ القطب الصناعي الرابع في البلاد. تضم المدينة مصانع رئيسية، منها:

  • مصنع إيرالكو، أول وأكبر مصنع لإنتاج الألمنيوم في البلاد.

  • مصنع واجون بارس، أول وأكبر مصنع لصناعة القاطرات والعربات.

  • مصنع صناعة الحصادات.

  • مصنع آونجان، الأكبر في الشرق الأوسط لصناعة أبراج نقل الطاقة.

  • أول محطة اختبار أبراج الطاقة في آسيا.

  • أول مدرسة شمسية في إيران.

وتُعرف أراك أيضاً بكونها أول مركز محافظة “أخضر” بعد إتمام مشاريع توصيل الغاز.

 
الزراعة وتربية المواشي

رغم شهرتها الصناعية، تملك أراك إمكانيات زراعية كبيرة. تُقدّر المساحات الزراعية القابلة للزراعة بـ١١٨٥٠٠ هكتار، وتنتج سنوياً حوالي ٤٠٢٤٩٢ طن من المحاصيل الزراعية والحيوانية. من أبرز المنتجات الزراعية: القمح، الشعير، العلف الحيواني، الشمندر السكري، البطاطا، العنب، الخوخ، التفاح، الجوز واللوز. كما توجد وحدات متعددة للدواجن والأبقار وتربية العجول وجمع الحليب.

 

الثقافة والسكان

يُعرف سكان أراك بحبهم للثقافة ونشاطهم. الغالبية من الفرس، ولكن توجد أيضاً مجموعات من اللور، الأتراك، الجورجيين وغيرهم. المدينة ناطقة بالفارسية، وقد تطوّر لهجتها نتيجة تداخل لهجات مختلفة مع تأسيس المدينة، لكنها باتت أقرب إلى الفارسية الفصحى اليوم. معظم السكان مسلمون من أتباع المذهب الشيعي، ويوجد أقلية من المسيحيين.

 

المعالم التاريخية والسياحية
المعالم التاريخية:
  • بازار أراك: بني في عهد فتحعلي شاه القاجاري، ويضم مسجداً، مدرسة وخزان ماء.

  • حمام جهار فصل: من عهد القاجاريين، ويضم حمامات منفصلة للرجال، النساء والأقليات الدينية.

  • مدرسة سبهدار: تأسست في بداية إنشاء المدينة على طراز مدارس الصفويين.

  • ضريح بير مراد آباد: في قرية مراد آباد، يُعتقد أن شابور ذو الكتاف أمر ببنائه.

  • مرقد محمد عابد: يقع شمال المدينة وهو مرقد أحد أبناء الإمام موسى الكاظم (ع).

  • معبد برزوي راهکرد: معبد ناري من عهد الساسانيين.

  • قلعة حاج وكيل: كانت مركزاً لصناعة السجاد وقنصلية بريطانية.

بازار أراك

حمام جهار فصل

قلعة حاج وکیل

المعالم الطبيعية:
  • عين جبقلي: على ارتفاعات جنوب أراك، مياهها باردة وعلاجية.

  • عين كيخسرو: في دشت كزاز، تتميز بجمال طبيعي فريد.

  • كهف سفيدخاني: جنوب أراك، ويحتوي على مداخن تشبه المداخن البركانية.

  • كهف أنجدان: يقع جنوب شرق المدينة، ويضم آثاراً تاريخية.

  • بحيرة ميقان: شمال شرق أراك، مياهه مالحة وموطن للطيور المهاجرة.

  • وادي کردو: جنوب أراك، أعلن منطقة سياحية نموذجية عام ٢٠٠٦.

كهف سفيدخاني

بحيرة ميقان

وادی کردو

 
الصناعات اليدوية والهدايا التذكارية

تشمل الصناعات اليدوية: السجاد، الغليم، الجاجيم، التطريز، النقش على الخشب، الفخار، فن الخط، النحاسيات، الزخرفة المعمارية، صناعة الأحذية التقليدية، ونحت الأحجار الكريمة. سجاد فراهان وسربند وساروق من أشهر الأنواع عالمياً. كانت أراك مركزاً رئيسياً لتصدير السجاد حتى عام ١٩٤٠م. من أشهر الحلويات والهدايا: الباسلوق، الفطير، دبس العنب والعنب المجفف.

 
النقل والمواصلات
  • السكك الحديدية: تقع أراك على خط السكك الحديدية الوطني بين الشمال والجنوب. تبدأ منطقة الإدارة من محطة ساقه في قم وتمتد إلى مومن‌آباد في لرستان وملایر في همدان. يشمل مشروع سكك حديد الغرب محطة أراك.

  • المطار: يحتوي على مطار دولي يمكنه استقبال طائرات كبيرة كالإيرباص منذ عام ٢٠١٣.

  • الطرق: تمر بها طرق استراتيجية بين بحر قزوين والخليج. تشمل شبكة طرق دولية كالأوتوستراد ٥ ومشاريع كبرى مثل أوتوستراد أراك – خرم‌آباد.

الجيولوجيا والزلازل

تقع أراك في حوض منخفض يتكوّن من الصخور الرسوبية، ويحيط بها من الغرب جبال زاغروس ذات الصخور المتحولة، ومن الشرق جبال بركانية. يفصل بينهما جبل بارتفاع يقارب الألف متر عن سطح البحر، وتشهد أحياناً نشاطاً زلزالياً.

التعليم العالي

تضمّ مدينة أراك ۲۵ مؤسسة للتعليم العالي، تشمل ۷ جامعات حكومية، جامعة واحدة للتعليم عن بُعد (بيام نور)، ۱۴ مركزاً جامعياً للتعليم المهني (العلمي-العملي)، وحدتين من جامعة آزاد الإسلامية، ومؤسسة غير ربحية واحدة. بلغ عدد الطلاب في المدينة في عام ۱۳۹۰ هـ.ش (۲۰۱۱م) نحو ۵۰٬۸۱۰ طلاب، حيث يدرس ۲۶٪ من الطلاب في الجامعات الحكومية، و۱۵٫۵٪ في جامعة بيام نور، و۱۲٫۸٪ في مراكز التعليم المهني، و۴۳٫۷٪ في جامعة آزاد الإسلامية، و۲٪ في المؤسسة غير الربحية.

إنّ الجامعات ومراكز التعليم العالي في أراك جعلت من هذه المدينة واحدة من الأقطاب الجامعية في البلاد، ومن أبرز هذه المؤسسات: جامعة أراك، جامعة أراك للعلوم الطبية، الجامعة الصناعية في أراك، وجامعة آزاد الإسلامية فرع أراك. وتُعتبر جامعة أراك الجامعة الأم والشاملة في محافظة مركزي، كما أنها الجهة المنسّقة لسياسات التعليم العالي في المحافظة.

تأتي بعدها جامعة آزاد الإسلامية – فرع أراك، والتي تُعدّ أكبر مدينة جامعية في وسط البلاد، من خلال تنفيذ مرحلتين من مشروع المدينة الجامعية-البحثية، وامتلاكها ۱۴۸ تخصصاً أكاديمياً في ۶ كليات، بالإضافة إلى استقطاب أكثر من ۲۲٬۰۰۰ طالب.

تُعدّ أراك مدينة ذات ماضٍ مجيد ومستقبل صناعي قائم على المعرفة. فمن جهة، تمتاز بوجود الصناعات الأم، والجامعات النشطة، والمعالم الطبيعية والثقافية، مما يمنحها طاقة كبيرة لتحقيق التنمية المستدامة. ومن جهة أخرى، فإنّ موقعها الجغرافي الممتاز في مركز البلاد يؤهلها للعب دور مهم في التنمية الإقليمية والوطنية. وتُعدّ الاستثمارات، والسياحة، والابتكار، وتعزيز جودة الحياة من أبرز أولويات مستقبل أراك.

 

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *