أهمية الدبلوماسية الحضرية والتعرف على الصناعات في مدينة أراك
في عالم اليوم، لم يعد دور المدن مقتصراً على الحدود الجغرافية والوظائف التقليدية. فمع ازدياد التوسع الحضري وعولمة الاقتصاد، ظهر مفهوم “الدبلوماسية الحضرية” كأداة حديثة للتواصل الدولي بين المدن. وتشير الدبلوماسية الحضرية إلى مجموعة من الأنشطة والتفاعلات الدولية التي تنفذها البلديات، والمؤسسات المحلية، والجمعيات، والجهات الفاعلة الحضرية بهدف تعزيز المصالح الاقتصادية، والثقافية، والبيئية، والتكنولوجية للمدينة. وفي هذا السياق، تمتلك مدينة أراك، باعتبارها إحدى الأقطاب الصناعية في إيران، إمكانيات كبيرة للاستفادة من الدبلوماسية الحضرية لتعريف العالم بقدراتها الاقتصادية والصناعية.
المكانة الصناعية لأراك في الاقتصاد الإيراني
أراك تُعد من أهم المدن الصناعية في إيران، وتقع في وسط البلاد، وتلعب دوراً حيوياً في التنمية الصناعية والإنتاجية. وبفضل موقعها الجغرافي المناسب، وتوفر شبكات النقل البري والسككي، ووجود الكوادر البشرية المتخصصة، أصبحت مركزاً صناعياً وإنتاجياً نشطاً. وتُعد صناعات مثل صناعة الآلات، والألمنيوم، والنفط والغاز، والبتروكيماويات، والكهرباء والإلكترونيات من أهم قطاعات الاقتصاد في أراك.
ومن بين أهم الصناعات الموجودة في أراك يمكن الإشارة إلى مصنع صناعة الآلات في أراك، وشركة ألمنيوم إيران (إيرالكو)، وصناعات النفط والبتروكيماويات في شازند، ومصنع “واغن بارس”. هذه الشركات لا تلبّي فقط احتياجات السوق المحلية، بل تمتلك أيضاً قدرة كبيرة على تصدير منتجاتها الصناعية.

مصنع الألمنيوم أراك
رغم الإمكانيات الصناعية البارزة، لم تنل مدينة أراك حتى الآن الشهرة الدولية التي تستحقها. ولهذا، فإن استخدام أدوات الدبلوماسية الحضرية يمكن أن يكون خطوة فعّالة لتعريف الأسواق العالمية بالصناعات الأراكية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، ونقل التكنولوجيا، وتعزيز العلامة الاقتصادية للمدينة.
لتحقيق هذا الهدف، لا بد من تحديد علامة تجارية اقتصادية واضحة تعكس المزايا التنافسية لأراك، ويمكن أن تقوم هذه العلامة على أساس الصناعات المعدنية، والآلات الثقيلة، والمنتجات البتروكيماوية، والابتكارات الصناعية. صياغة شعار، وشارة، وحملات دعائية مهنية لهذه العلامة سيساهم كثيراً في لفت الانتباه الدولي. وفي العصر الرقمي، من المهم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع متعددة اللغات، والأفلام الوثائقية الترويجية، والتفاعلات الإلكترونية مع الجهات الفاعلة العالمية. كما أن إنتاج محتوى متخصص عن الصناعة والاقتصاد في أراك بلغات عالمية يُعد من الوسائل الفعالة لتسويق قدرات هذه المدينة.
الدبلوماسية الحضرية هي أداة قوية لتعريف العالم بالقدرات الاقتصادية والصناعية للمدن. وبالنظر إلى التاريخ الصناعي، والبنية التحتية الإنتاجية، والقوى البشرية المتخصصة في أراك، فإن المدينة تمتلك إمكانات كبيرة للقيام بدور بارز في مجال الدبلوماسية الحضرية. من خلال إعداد برنامج شامل في هذا المجال، يمكن تقديم أراك كإحدى المدن الصناعية الرائدة في المنطقة، وجذب الاستثمارات الأجنبية، ورفع مكانتها في الاقتصادين الوطني والدولي.
التعرف على الصناعات في أراك
تُعد أراك من أبرز المدن الصناعية في إيران، حيث تحتل المرتبة الأولى من حيث تنوع المنتجات الصناعية، والثانية من حيث وجود الصناعات الأساسية، وهي واحدة من أربعة أقطاب صناعية رئيسية في البلاد. ومن أسباب حصولها على لقب “العاصمة الصناعية لإيران” وجود صناعات أساسية تنتج 80% من معدات الطاقة في البلاد، ووجود أكبر مصنع لإنتاج الألمنيوم، وأكبر مصنع لصناعة الآلات، وأكبر مصنع لإنتاج عربات القطارات والقطارات في الشرق الأوسط، وأكبر منتجي البنية التحتية للكهرباء والاتصالات (مثل شركات أونغان، ياسان، غام، وشايان برق)، وأكبر منتج للأدوات (إيران بتك)، وأول وأكبر مصنع للآلات الصناعية والإنشائية في الشرق الأوسط، وأكبر مصنع للحصادات، وأكبر منتج للرافعات الهيدروليكية، وأكبر منتج للبنزين، وأكبر شركة للمعادن الملحية في البلاد. لا تقتصر منتجات الصناعات في أراك على تلبية الاحتياجات المحلية فحسب، بل تُصدر أيضاً إلى الخارج، مما يجعلها تساهم بشكل كبير في صادرات المنتجات الصناعية الإيرانية.
صناعات الألمنيوم
الألمنيوم، بعد الفولاذ، هو أكثر المعادن إنتاجاً واستهلاكاً في العالم، ويُعتبر المعدن الأساسي في القرن الحادي والعشرين. شركة ألمنيوم إيران (إيرالكو) هي أقدم وحدة إنتاجية للألمنيوم في إيران، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 200 ألف طن من سبائك الألمنيوم سنوياً. وقد تأسست في عام 1972 بمساعدة أمريكية وباكستانية، ولكن بعد الثورة أصبحت الأسهم ملكاً لإيران. وقد ساهمت هذه الشركة، إلى جانب 500 ورشة تابعة لها، في جعل أراك قطباً لإنتاج الألمنيوم في البلاد.
مجموعة نورد للألمنيوم تأسست عام 1972 وتُعد من أكبر المنتجين في المنطقة، حيث تنتج صفائح، وألواح، ولفائف ألمنيوم بطرق حديثة. كما أنها المُنتِج الوحيد في إيران لألمنيوم الكلد وتُصدر منتجاتها إلى المملكة المتحدة، كندا، اليابان، ألمانيا، تركيا وغيرها.

نورد للألمنيوم
شركة آلومرول نوين وصناعات ألمنيوم برديس تنتج سنوياً أكثر من 100 ألف طن من المقاطع الألمنيومية، وتوفر خدمات المعالجة الحرارية، والطلاء، والتصنيع، وتُعد من أكبر المصدرين في مجال الألمنيوم في إيران.
صناعة الآلات
شركة “ماشینسازی أراك” تُعد أكبر شركة لصناعة الآلات في إيران والشرق الأوسط، وتصمم وتنتج مصانع بتروكيماويات، مصافي النفط، السدود، الجسور، محطات الكهرباء، وتوفر معدات لصناعات النفط، الغاز، الفولاذ، النقل، الموانئ، التعدين وغيرها.

المنتج المصنع بواسطة شركة ماشين سازي أراك
شركة “آذرآب” تُعتبر من أكبر شركات المقاولات العامة في إيران، وتعمل في مجالات إنشاء مشاريع الطاقة، المصافي، البتروكيماويات، ومصانع الأسمنت والفولاذ.

شركة “آذرآب”
“فرابتروسازان” شركة مقاولات أخرى تنشط في تنفيذ مشاريع الصناعات الثقيلة مثل النفط، الغاز، الألمنيوم، الفولاذ، وتوليد المعدات والآلات الصناعية.
صناعة الآلات الثقيلة
شركة “هبكو أراك” أُسست عام 1974 وتُعد أول وأكبر شركة لإنتاج الآلات الثقيلة في إيران والشرق الأوسط، مثل معدات البناء، الطرق، والتعدين.

منتجات مصنع “هبكو أراك”
شركة “كمباينسازی ایران” تأسست عام 1969 بالتعاون مع شركة “جون دير” الأمريكية، وتنتج آلات الحصاد الزراعية.
الصناعات السككية
شركة “واکنبارس أراك” هي أكبر مصنع في الشرق الأوسط لإنتاج العربات والقطارات، وقد بدأت تصنيع القاطرات منذ عام 1993، وتُنتج حالياً عربات مترو، قطارات شحن، وأنواع مختلفة من العربات والقاطرات.

صناعات الكهرباء
شركة “آونکان” تنتج أبراج نقل الكهرباء والاتصالات.
شركة “یاسان” تُنتج أبراج نقل الكهرباء والاتصالات بقدرة إنتاجية 35,000 طن سنوياً.
شركة “کام” تنتج الهياكل المعدنية لمحطات الضغط العالي وأبراج الاتصالات.

شركة آونکان
الصناعات النفطية والبتروكيماوية
مصفاة شازند أراك بطاقة إنتاجية 250 ألف برميل يومياً تأسست عام 1993 وتُعد من أكبر المصافي في إيران.
مجمع بتروكيماويات شازند أراك تأسس عام 1984 وبدأ الإنتاج عام 1993، ويُنتج مواد كيميائية أساسية للتصدير وتلبية الاحتياجات المحلية.

مصفاة شازند
الصناعات الكيميائية
شركة “دهانات روناس” هي من أكبر الشركات المنتجة للدهانات الصناعية والمعمارية والبحرية في إيران. بدأت نشاطها عام 1974، وتمتلك 4 خطوط إنتاج بطاقة 28,000 طن سنوياً، وخطي إنتاج للراتنج بطاقة 14,000 طن، و5 خطوط لإنتاج العلب ومستلزمات التعبئة بطاقة 4,000 طن سنوياً.

شركة دهانات روناس